اقدم لكم إشراقة في النفس ويقظة في القلب
يقظة تفكير إيماني وعاطفه إيمانيه
و تفاعل ذاتي في داخل النفس بطريقة ربانيه ~
تفاعل بين مختلف القوى المرويه بري الايمان والتوحيد
إنها يقظة فكر وعاطفه و وعي و إراده ~
إنها يقظة ووعي يحددان الهدف الايماني والطريق الذي يوصل الى الهدف ,.
هي القاعدة الاولى الرئيسه ~
النابعه من صدق الايمان و التوحيد ~
التى تبعث الحياه في عملك
التي يجب أن تصاحب عملك كله صغيره و كبيره ~
فقد جعلها الله و رسوله منطلق كل عمل وقاعدته حتى يكون العمل
غنيا مقبولا ً عند الله إنها
التى غفل عنها الملايين من المنتسبين الى الاسلام ممن يقبلون على أعمالهم
بصورة اعتياديه لا روح فيها و لاحياة
قال تعالى :.
(قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين *
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين *
لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )
الانعام (161ـ 163)
هداية من الله و دين قيم و نية خالصه في كل عمل لله وحده لاشريك له
فمنطلقها هداية من الله لهذا الدين العظيم و توحيد صاف
خالص لله ونية ملازمه لكل عمل ~
إن صلاتي .. ونسكي .. ومحياي ... ومماتي .. لله رب العالمين !!
هكذا تكون النيه في الاسلام
وهذا هو منطلقها ومسيرتها و مصاحبتها لكل عمل ..
على صفاء وصدق وإخلاص لله سبحانه وتعالى دون أي شركـ ..
المقاصد والنيات هي محل نظر الله جل وعلا
وهي من الأعمال بمثابة الروح من الجسد
فكيف يكون حال الجسد إذا نزعت منه الروح ؟!
وكيف يكون حال شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ؟!
وكل عبادة لم تقم على نية صالحة و مقصد شرعي صحيح ,
فإنها في
ميزان الله هباء تذروه الرياح ,
وسراب إذا طلبه صاحبه لم يجده شيئا , من أجل ذلك
عني الشرع عناية عظيمة بإصلاح مقاصد العباد ونياتهم
وورد في ذلك الكثير من النصوص في الكتاب والسنة ومنها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :.
( إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى .
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى
الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى
دنيا يصيبها أو امراءة يتزوجها فهجرته إلى ماهاجر إليه )
|| متفق عليه ||
فهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الدين ,
ولذلك صدر به أهل العلم كتبهم , وابتدؤوا به مصنفاتهم
.. ولقد ارتبط عمل الانسان كله بالنيه ..
عملاً طيبا بالنية الخالصة لله وعملا غيرذلكـ بنية غير تلكـ
وومن أحد إلا ويقبل على عمله بنية حسنه أو بنية سيئة ..
فلايقوم أحد بعمله إلا وله
نيته التى تنطلق من هواه وفكره إلا أن يكون غافلا تائهاً غير واع
فجديرا بكـ أيتها الغاليه الواعيه اليقظه تظل
نيتك مصاحبه لعملك كله خالصة لوجه الله
وتأملي ..!!
هول الخساره التي تقع فيها من تتيه نيتها أو تفسد أوتمضى كالانعام
إنها تسعى وتجري وتلهث ثم تلقى الله ولا تجد شيئا من عملها إلا الوزر والاثام
وتأملي ..!!
لتلكـ المؤمنه التى وافقت نيتها الخالصه لله عملها كله ..
فعسى أن تلقى الله وتجد الثمرة
الطيبة والربح الوفير والجزاء الأوفى عند الله في الدار الاخره ..
النية
هي القصد الباعث على العمل ,’
ومقاصد العباد تختلف اختلافا عظيما بحسب ما يقوم في القلب ~
يعني أحد أمرين :.
|| الأول ||
أن وقوعها واعتبارها شرعا لا يكون إلا بالنية ,
فكل عمل اختياري يفعله العبد لا بد له من نية باعثة على هذا العمل ~
*
|| الثاني ||
أن صحة هذه الأعمال وفسادها ,
وقبولَها وردَّها , والثواب عليها وعدمه لا يكون إلا بالنية ~
فالعبادات والأعمال الصالحة بأنواعها ,
من طهارة وصلاة و زكاة و صوم وحج
وغيرها لا تصح ولا تعتبر شرعا إلا بقصدها ونيتها
بمعنى أن ينوي تلك العبادة المعينة دون غيرها , فلا بد من النية لتمييز صلاة
الظهر عن صلاة العصر مثلا , ولا بد منها لتمييز صيام الفريضة عن صيام النافلة ,
وهكذا .
وكما أن النية مطلوبة لتمييز العبادات بعضها عن بعض ,
فهي مطلوبة أيضا لتمييز العادة عن العبادة
فالغسل مثلاً يقع للنظافة والتبريد ، ويقع عن الحدث الأكبر ،
وعن الجمعة ، والنية هي التي تحدد ذلك ,
وهذا المعنى للنية هو الذي يذكره الفقهاء في كلامهم ..
أما المعنى الثاني , فهو تمييز المقصود بهذا العمل ,
هل هو الله وحده لا شريك له أم غيره
ففيه دعوة للعبد إلى إخلاص العمل لله في كل ما يأتي وما يذر ,
وفي كل ما يقول ويفعل ~
فيحرص كل الحرص على تحقيق الإخلاص وتكميله ،
ودفع كل ما يضاده من رياء أوسمعة ،
أوقصد الحمد والثناء من الخلق ~
وهذا المعنى هو الذي يرد ذكره كثيرا في
كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة ~
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : ( وَإِنَّمَا لِكُل امْرِئ مَا نَوَى ) ~
أي أنه ليس للإنسان من عمله إلا ما نواه من خير أو شر ,
فمن نوى نية حسنة تقربه إلى الله ,
فله من الثواب والجزاء على قدر نيته , ومن نقصت نيته وقصده
نقص ثوابه , ومن اتجهت نيته إلى غير ذلك من
المقاصد الدنيئة فاته الأجر والثواب , وحصل على ما نواه .
ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للأعمال
التي صورتها واحدة ,
واختلف صلاحها وفسادها بسبب اختلاف نيات أصحابها
وهو مثال الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام ,
كما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام
فأخبر أن هذه الهجرة تختلف باختلاف النيات والمقاصد منها ,فمن هاجر إلى دار
الإسلام حبا لله ورسوله ورغبة في تعلم دين الإسلام ,
وإظهار شعائره التي يعجزعنها في دار الشرك , فهذا هو المهاجر حقا ,
وهو الذي يحصل أجر الهجرة إلى الله ورسوله ,
ومن هاجر لأمر من أمور الدنيا , أو لامرأة في دار الإسلام يرغب
في نكاحها , فهذا ليس بمهاجر إلى الله ورسوله على الحقيقة ,
وليس له من هجرته إلا ما نواه .
وسائر الأعمال الصالحة في هذا المعنى كالهجرة ,
فإن صلاحها وفسادها بحسب النية الباعثة عليها
وحين سئل صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة
أو حمية أو ليُرَى مكانُه , أيُّ ذلك في سبيل الله ؟
قال : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
فهو في سبيل الله ) كما في الصحيحين ~
وقال تعالى في اختلاف النفقة بحسب النيات :.
{ ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة .... الآية }
(البقرة 265 )
وقال :.
{ والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ..... الآية }
(النساء 38)
وهكذا جميع الأعمال ,.
فالأعمال إنما تتفاضل ويعظم ثوابها بحسب ما يقوم بقلب العبد
من الإيمان و الإخلاص
كما تجري النية في العبادات فكذلك تجري في المباحات , فإن قصد العبد بكسبه
وأعماله المباحة , الاستعانة بذلك على القيام بحق الله والواجبات الشرعية ,
واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه , ونومه وراحته , ومكسبه ومعاشة ,
أجر على تلك النية ، ومن فاته ذلك فقد فاته خير كثير ,
يقول معاذ رضي الله عنه ( إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ) ~
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :.
( إنك لن تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا أجرت عليه ،
حتى ما تجعله في فيِّ امرأتِك ) ~
.. وتذكري يا غاليه ..
فاذا انتصرنا في هذه المجاهده فتحت لنا
أبواب النصر في الميادين الاخرى بإذن الله
وإن هزمتنا في مجاهدة نفسنا فستهزم في سائر الميادين وتفسد نياتنا ,.
|| احبتي ||
انهضوا وجاهدوا نفسكم لله حتى نخلص النيه في اعمالنا
عبادة لله ووفاء بالامانه وتحقيقا للخلافه وبذلا لعمارة الارض بحضارة الايمان .
فهذا هو أساس عهدنا مع الله ~