.::: , أسرار , الروح
:. من أسرار الروح .:::
:::. من أسرار الروح .:::
أسرار الروح .:::
أن الأنسان يتكون من جسد وروح ..
موروثة فطرية .. وبديهية عقلية .. ومعلومة دينية .. وحقيقة علمية .
فنجد أن الأنسان من أقدم تاريخه .. والطفل من أولى مراحله .. والمجتمعات منذ قيامها ..وكل من هم على الفطرة يؤمنون أيمانا راسخا فى وجود الروح .. ..
يؤمنون بوجودها وعلو شأنها وعظيم قدرها .
ويرى الأنسان أنه كغيره من الناس يتكون من هذا الجسد المتماثل شكلا .. أذ يتكون من أعضاء واحدة .. يدين .. قدمين .. عينين .. فم .. أنف .. ألخ
كلها موحدة شكلا متوافقة عملا .. متماثلة تركيبا فى كل الأجساد .
ومع ذلك نجد أن الأنسان يميل ألى شخص .. ولا يميل ألى الآخر .. يهفو ألى فرد ولا يهفو ألى غيره .. مما يؤكد وجود شئ غير الجسد هو المؤثر .. وهو المتأثر وهذا الشئ لا شك هو ... الروح
أسرار الروح .:::
وكل أنسان يحس بداخله ما يسيطر على فكره .. وعلى تصرفه ــ ولقد وصل الحكماء ومن أستخدموا العقل فى أبحاثهم ألى أن الأنسان عندما يتحدث عن شخصه ويقول : أنا فهذة الأنا هى التى تبعث فيه الأرادة فيتحرك ويحرك .. ويرغب ويستجيب .
لا يراه الأنسان فى داخله ولكنه يعيش به .. هى الروح
أسرار الروح .:::
ولقد تتابعت الأديان رحمة من الله بالأنسان لهدايته الى طريق الخير .. طريق النور .. طريق العلم والمعرفة والأيمان فاتفقت كلها أن الأنسان يتكون من جسد وروح
قال تعالى :(الذى أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الأنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ) . سورة السجدة
و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها أئتلف وما تنافر منها أختلف ) .
أسرار الروح .:::
الروح .. سبب حياة الجسد , فأذا غادرته .. غادرت الحياة الجسد .. لذا فقد كان أهم علم عند قدماء المصريين ( التحنيط ) يبحث فى وسائل الحفاظ على الهيكل المادى للأنسان ( الجسد ) .. حتى أذا عادت أليه الروح عند البعث والحساب وجدته سليما فتعود أليه مرة أخرى .
أن أول معرفة للأنسان بحقيقة جسده بعد الموت .. عن الطريق الرؤية ومتابعة الملاحظة ..فوجد أن الجسد الميت وهو على سطح الأرض .. تغير شكله وتبدلت سحنته ووضحت عليه ظواهر التلف , ومظاهر الفساد .وما أبلغ القرآن الكريم وأصدقه حينما وصف هذا الجسد الملقى على الأرض بأنه سوءة
قال تعالى : ( فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه ) . سورة المائدة
فعبر عن الجسد الميت بالسوءة .
هكذا كانت بداية معرفة النسان بحقيقة جسده بعد مماته تراب .. فساد .. فناء .
أنه يشعر أن الجسد وأعضاؤه أدوات يستخدمها ذلك المجهول الغيبى الذى يعيش بداخله .
أسرار الروح .:::
وتقدمت العلوم واتسعت آفاق المعرفة ..وتعددت وسائلالبحث والدرس والتقصى .. وأضاف العلم ألى معرفة الأنسان بالجهل الأضافات العديدة .. ولكن كلما تقدم العلم أحس الأنسان بالجهل .. يزداد جهلا بمعرفته بنفسه كلما أتسعت معلوماته عنه .
أسرار الروح .:::
أما بالنسبة لدراسة الجسم الأنسانى..أمكن فى عصرنا الحديث .. بالوسائل القياسية .. والقياسات المعملية .. تسجيل كل تطور يحدث فيه .. وملاحقته منذ مولده .. بل قبل مولده .. منذ أن كان نطفة فى رحم الأم .. عن طريق الأشعة والتصوير .. ودخل الجسم ألى معامل التشريح ووضع فى أجهزة التحليل والقياسات والتقدير.
ولو تدبر الأنسان أمر هذا الجسد بالعقل والتأمل حتى لو كان هذا الجسد يفيض بالقوة والفتوة .. أو جسد جميلة ذات حسن ودلال .. لو نفذ الأنسان ببصره وبصيرته تحت هذا الستار الجلدى المزين بكافةأنواع وفنون التجميل .. لوجد عجباوأى عجب ...
أسرار الروح .:::
بداخل هذا الجسم فى كل حين وكل أوان .. كميات من فضلات الغذاء والماء .. يسير الأنسان وهو يحمل معه هذة الفضلات .. فهى فيه دائما .. ثم رائحة العرق الكريهة ثم ملايين الجراثيم التى تنتشر فى كل مكان فى الجسم بداية من فمه .. وبين أسنانه .. وفى أنفه .. وأذنه وهذة المواد الغذائية المتخمرة فى المعدة والأمعاء .. يسير بها ويحملها معه .. وهذة الجراثيم .. أنها أدوات تحلله وأسباب تعفنه .. تصاحبه ألى يوم قرب أو بعد .. لتعمل على تحليل هذا الجسد ألى أصله ألى التراب .
أن هذة الأرض التى ندب عليها وندوسها بالنعال .. فيها ذرات كانت فى وجنات نضرة .. وعيون حالمة .. وشفاه ضاحكة .
هذا بالنسبة للجسد .. وعاء من جلد لا يحوى ألا التالف الفاسد من دماء وماء وميكروبات وكل كرية فى الشكل والطعم والرائحة .. حقائق ثابتة مؤكدة .. زمظاهره واضحة .. ودواخله متاحة للدراسة .. أنه من تراب وفساد وألى فناء .
أما الروح .. .. يحسها ولكنه لا يراها ويعايشها ولكنه لا يعرفها .. قطع بوجودها فطرة وعقلا ودينا وعلما ... كانت موضع دراسة أعمق .. هى التى تحس بالأيمان وتستجيب له .. وهى التى تنحو ناحية كل ما هو خير وسلام .. كل ماهو مقدس وطاهر .
أن الحقائق التى أمكن للأنسان أن يصل أليها .. أكدت أن الروح على نقيض الجسم .. ليست مادية .. ولأنها كذلك فهى غير قابلة للفساد .. لذا فهى ليست بذات فناء .. بل أنها ذات بقاء .
أسرار الروح .:::
وتتوالى أعترافات الفلاسفة والحكماء فى كل جيل وكلها تؤكد أهمية الروح وخلودها وفى نفس الوقت تفاهة الجسد وفساده ثم عدمه ..
أى أن الروح دائمة أبدية ..
وأما الجسد فمن تراب وفساد وألى فناء .
وعند الموت .. يرجع التراب ألى الأرض .. وترجع الروح ألى الله ..
يقول الله تعالى : ( أذ قال ربك للملائكة أنى خالق بشرا من طين فأذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين ).
الملائكة لم تسجد للجسم .. ولكنها سجدت له عندما سكنت فيه الروح ــ والروح نفحة من من الله ..
والله جل شأنه هو نور السماوات والأرض ..
نور ماكان .. وما يكون .. وماهو كائن .. وما سوف يكون .. نور مانعرف ونعلم .. ومالانعرف ولانعلم ..
فقد قال سبحانه وتعالى ( الله نورالسماوات والأرض )
فهى نور من نور
والله هو القدوس : ( هو الله الذى لا أله ألا هو الملك القدوس ) فالروح وهى نفحة من القدوس .. فهى قدس منه .. فالروح ألى بقــاء ..
فكم هو الفارق بين الجسد والروح .. بين الثرى والثريا ..بين الأرض .. والسماء .. بين التراب وهو الجسم والنور وهى الروح ..
بين ماهو ألى فناء وماهو ألى بقاء .
أسرار الروح .:::
ولقد تحدث القرآن الكريم فى عديد من الآيات عن الروح ونورها وقدسها وبقائها ..فتذكر أن يوم القيامة تسود وجوه الكافرين بينما تبيض وجوه المؤمنين .. وذلك بتأثير الهالة التى كانوا عليها فى الدنيا وأنتقلوا بها ألى الآخرة :
( يوم تبيض وجوة وتسود وجوة فأما الذين أسودت وجوههم أكفرتم بعد أيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون , وأما الذين أبيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خالدون ) آل عمران
أما عن الهالة المؤمنين فى حياتهم .. فهى نور .. ينير لهم الطريق وينير لغيرهم .
( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ) سورة الحديد
أما يوم القيامة فان للمؤمنين هالتهم التى هى من نور .. وهذا النور يحيط بهم .. وأنهم ليطمعون أن يتم الله عليهم النور الكامل .
( يأيها الذين آمنوا توبوا ألى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر سيئاتكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار يوم لا يخزى الله النبى والذين آمنوا معه نورهم
يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا وأغفر لنا أنك على كل شئ قدير ) سورة التحريم
أسرار الروح .:::
يقول الأمام الشيخ ( محمد شلتوت ) شيخ جامع الأزهر الأسبق : ( أن الجسد ليس ألا قيد حديديا للروح تسبح بعد مغادرتها أياه فى عالمها غير المحدود الذى تعرفه بيد أن اأن الذىيعطيهم الله اشراقة من أشراقه فى عالمنا غير المحدود ويقربهم منه منازل فى الحياة الدنيا قد يرون صورا لهذة الأرواح )